يعتبر العيش في السويد لفترة زمنية معينة بشكل قانوني، من الشروط المؤهلة للحصول على الإقامة الدائمة، وفي كثير من الحالات، الجنسية السويدية. فما هي الاختلافات المهمة بين الاثنين؟
من أجل الانتقال إلى السويد، ستحتاج إلى الحصول على تصريح إقامة. وتختلف الطريقة التي يتم بها منح تصاريح الإقامة، باختلاف الرقعة الجغرافية التي ينتمي إليها الراغب في الانتقال الى السويد. حيث يُمنح كل من مواطني بلدان الشمال الأوربي و مواطني الاتحاد الأوربي تصاريح الإقامة تلقائيا بمجرد مزاولة عمل أو دراسة أو إذا كانت لديهم الوسائل الكافية لدعم أنفسهم. كما توجد فئة أخرى من مواطني الاتحاد الأوربي لا تنتمي إلى الفئة الأولى، والتي يمكن استثناؤها من شرط الحصول على عمل، و يتعلق الأمر بالفئة التي ترغب في الانتقال إلى السويد للانضمام إلى شريك سويدي والتي يمكنها أيضا التقدم بطلب تصريح الإقامة.
أما فيما يخص المواطنيين العرب وغيرهم من غير المنتمين للاتحاد الأوربي، من الراغبين في الالتحاق بالسويد فيلزمهم التقدم بطلب للحصول على تصريح إقامة، إما كعامل أو طالب أو لم شمل الأسرة أو كطالب لجوء. و في حال القبول تمنح المتقدم إقامة مؤقتة، أي أن الحاصل عليها يكون له الحق في العيش و العمل والدراسة في السويد، لكن لمدة محددة ويخضع لشروط معينة.
ولكن بعد العيش في السويد لمدة معينة (ما بين سنتين إلى خمس سنوات)، قد تصبح مؤهلا للحصول على الإقامة الدائمة أو الجنسية السويدية. فما الذي تستفيده من انضمامك لهاتين الفئتين، و ما هي الاختلافات بينهما؟
الإقامة الدائمة
تصريح الإقامة الدائمة ”Uppehållstillstånd“ يجعل وضعك في السويد أكثر أمانًا. كما يأتي التصريح بعدد من الفوائد، أبرزها أنك لست بحاجة لتجديد تصريحك من أجل مواصلة العيش والدراسة والعمل في السويد.
و يُعفى الطلاب الحاصلون على تصاريح إقامة دائمة من أداء رسوم الدراسة التي يؤديها الطلاب الدوليون (غير مواطني الاتحاد الأوروبي ”EU“ والمنطقة الاقتصادية الأوروبية “EEA“). كما يعفى من أداء الرسوم الطلاب الحاصلين على تصريح الإقامة المؤقتة لأسباب غير الالتحاق بالدراسة.
ومن المزايا الأخرى للحصول على الإقامة الدائمة أنه يمكن لأفراد الأسرة التقدم بطلب للانتقال إلى السويد للانضمام إليك بموجب ما يسمى قوانين لم شمل الأسرة ، وهو ما يعتبر غير مخول في حالة تصريح إقامة مؤقتة مثلا.
لكن، هل يمكن اعتبار الحصول على تصريح إقامة دائمة، هو ضمان غير مشروط للإقامة بالسويد بصفة دائمة؟ في هاته الحالة يمكن أن يكون الاسم مضللاً، حيث يبقى سحب الحق في التصريح واردا.
ويعتبر السبب الأكثر احتمالا لسحب تصريح الإقامة الدائمة، هو الحالة التي يغادر الحاصل عليها السويد ويستقر بالخارج لمدة تتجاوز العامين، حيث يجب إبلاغ مصلحة الهجرة في هذه الحالة عن أي انتقال خارج السويد. ليبقى سحب الحق في الاستفاذة منها ممكننا في حالة عدم إبلاغ مصلحة الهجرة.
كما يمكن لحاملي تصاريح الإقامة الدائمة أن يواجهوا الترحيل إذا ارتكبوا جرائم معينة. ومع ذلك، لا تصدر هذه العقوبة إلا في حالة الجرائم الخطيرة للغاية.
المواطنة ”الجنسية السويدية“
يبقى الحصول على الجنيسة السويدية سبيلا وحيدا للحصول على بعض الحقوق. ولعل أبرزها أن المواطنين السويديين لديهم ”الحق المطلق“ في العيش والعمل في البلاد.
كما يمكن لحاملها التصويت في جميع الانتخابات في السويد كمواطن، أضف إلى ذلك الحق في الانضمام إلى قوات الشرطة والجيش السويدي أو العمل كقاض إذا توفرت فيك شروط مزاولة العمل.
يحق لحامل الجنسية السويدية أيضا الحصول على جواز سفر سويدي، وكمواطن سويدي ستزداد امكانية الحق في السفر لعدد أكبر من الدول مقارنة مع معظم دول العالم.
ويبقى ضمان الحقوق التي تكتسبها كمواطن في الاتحاد الأوربي، مثل القدرة على الانتقال إلى دول الاتحاد الأوربي الأخرى للعمل بموجب حرية التنقل في الاتحاد الأوربي، من الإيجابيات البارزة لحامل الجنسية السويدية.
على العكس من العديد من البلدان، لا يوجد في السويد اختبار للجنسية حاليا، لذلك لا توجد متطلبات لغوية أو اجتماعية أو تاريخية أو أي نوع آخر من المعرفة لكي تصبح سويديًا متجنسًا. و من المرجح بقوة أن يتغير هذا في السنوات القليلة المقبلة، خصوصا مع تصريح الحكومة أنها ستحقق في إمكانية تقديم اختبار لغوي للمواطنين المحتملين.
تشمل المتطلبات الحالية لتقديم الطلب على الجنسية السويدية ”حسن السيرة“ خلال فترة إقامتك في السويد، مما يعني عادةً أن المتقدم بالطلب لا يجب أن يكون قد أهمل دفع الضرائب والغرامات، أو ارتكب جرائم في السويد. إذا ارتكبت جرائم، فسيؤثر ذلك حتما في فترة الانتظار قبل التمكن من التقدم بطلب للحصول على الجنسية، والذي يختلف بناءً على نوع الجريمة.