كشف الكاتب المغربي الطاهر بنجلون، أن صبيًا مغربيًا في السادسة عشرة من عمره ، يعيش مشردا في شوارع العاصمة الفرنسية باريس نجح في تخطي جميع الحواجز الأمنية بمطار “أورلي“، وتمكن من الدخول إلى مدرج المطار والسير بهدوء في اتجاه طائرة“إيرباص A321 “، وفتح باب قمرة القيادة ، وجلس في مقعد الطيار وحاول تشغيل محرك الطائرة “إيرباص” بالضغط على جميع الأزرار، ودفع عصا التحكم لتشغيل محرك الطائرة.
وقال بنجلون في مقال نشره موقع “لو 360 “، أن القاصر المغربي، وهو مهاجر سري، كان يرغب في سرقة الطائرة للعودة لبلده المغرب.
وأضاف الكاتب المغربي أن الطفل كان مستمتعا بمحاولته سرقة طائرة “ايرباص“، لأنه كان يحلم بالعودة إلى المغرب، ولم يكن يعرف كيف يفعل ذلك.
وتابع بنجلون، أنه كان يمكن أن يمشي على طول الطريق السريع، كما كان يمكن أن يختبئ في شاحنة شحن، لكنه اختار الطائرة ليصل بسرعة إلى بلده.
وأردف صاحب “طفل الرمال”: “أن الطفل لم يفكر في أي وقت من الأوقات في الصعوبات الأمنية أو استحالة تحليق طائرة. كان لديه حلم، و أراد أن يتحقق. لم يكن لديه نفس معايير المراهق العادي، الذي يعيش في بيئة عائلية، دون مشاكل. وجد نفسه في الشارع في وقت مبكر. لا نعرف كيف انتهى به المطاف في شوارع باريس. فالصحافة تحدثت عن تواجد حوالي خمسين قاصرا من المغرب يتجولون في أحياء باريس. لا بد أنه كان جزءًا من مجموعة اليأس والتعاسة هذه“.
وتابع بنجلون موضحا أن صبي الشارع الذي حاول سرقة طائرة “ايرباص“، مثل بعد عدة أشهر من الاحتجاز للمحاكمة، أمام قاضي الأطفال في محكمة “كريتيل” في 20 دجنبر الجاري، مشيرا إلى أن محاميه عمل ما في وسعه لإقناع القاضي أن الطفل المغربي كان يرغب في العودة إلى البيت وليس سرقة طائرة “ايرباص 321″، بطريقة احتيالية.
وكشف بنجلون أن محامي القاصر المغربي، روى هذه القصة المدهشة على صفحات “لو باريزيان” ومفادها أن:”هذا الطفل عاش ببطانية بسيطة، وسط الأنابيب ويكتب على الجدران ببرازه “.
ورغم أن الطبيبة النفسية التي كشفت عنه قالت إن وضعه الصحي مستقر، فإن أحد حراس السجن يتوقع أن يجده ذات صباح منتحرًا لأن هذا الطفل المسكين ترك عالم الكبار منذ قرر سرقة طائرة.
وخلص الكاتب المغربي إلى أن مواجهة الضيق والبؤس المفروض على هؤلاء الأطفال العاجزين ، تدفعهم للحلم بأشياء مستحيلة قد تقودهم بدورها إلى كابوس جديد، لأنه لا أحد سيتحدث عن هذا الطفل وعن الآلاف من أمثاله.
وختم بنجلون مقاله بالتأكيد على أن “هذا الطفل الذي أراد أن “يطير طائرة” ليس له اسم، لأنه ولد من مصادفة مؤسفة، في بلد يحرم الإجهاض ولا يقوم بأي شيء لوقف مذبحة الأبرياء في المغرب، أرض التسامح وكرم الضيافة، وهي أرض متسامحة للغاية مع الأقوياء وغير مبالية بالملعونين.” يضيف بنجلون.
المصدر : موقع لكم