تُوِّجت ثانوية الأمل الإعدادية بجماعة سيدي بوبكر، التابعة للمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بإقليم الرحامنة، الاثنين، بـ”جائزة زايد للاستدامة” برسم سنة 2020، في صنف المدارس الثانوية العالمية، بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وفازت المؤسسة التعليمية المذكورة، التي مثلها في هذه المسابقة عن التلاميذ، التلميذة فاطمة الزهراء حمادي، عقب مشاركتها بمشروع من شأنه أن يسهم في تجاوز الإكراهات والصعوبات التي تعاني منها وعلى غرارها باقي المؤسسات في العالم القروي، خصوصا ندرة المياه.
ويهدف المشروع، الذي تقدمت به ثانوية الأمل الإعدادية وبلغت به مرحلة النهائي من ضمن العشرات من المدارس التعليمية العالمية التي شاركت بهذه الجائزة الدولية، إلى تخزين مياه الأمطار بواسطة مطفيات وتصفية المياه المستعملة عبر استغلال الألواح الشمسية لتوفير الطاقة النظيفة.
وانخرطت إدارة وأطر وتلاميذ المؤسسة التعليمية سالفة الذكر في هذا المشروع، والذي أكد يوسف هيشامي، أستاذ مادة الاجتماعيات، بأنه يعمد إلى “تجميع مياه الأمطار عبر تخزينها بواسطة مطفيات مع اعتماد الطاقات النظيفة؛ وهو ما سيمكننا من استعماله كماء صالح للشرب، وسيستفيد منه جناح الداخلية بالمؤسسة الذي هو في طور الإنجاز”.
وأوضح الأستاذ سالف الذكر، الذي يتولى مهمة تنسيق المشروع، في اتصال هاتفي بجريدة هسبريس الإلكترونية، أن هذا المشروع “سيستفيد منه المحيط على اعتبار أن المنطقة تعرف قلة المياه، ناهيك على كونه سيدخل الفكر المقاولاتي للتلاميذ”.
بدوره، لفت عبد الرحيم منصر، أستاذ علوم الحياة والأرض، إلى أن هذا المشروع يراعي الجانب البيئي، حيث سيتم الاقتصاد في الماء عبر مطفيات تخزين الأمطار، وكذا معالجة المياه المستعملة وتصفيتها، كما سيتم إنشاء مزرعة للنباتات الطبية والعطرية لاستخراج الزيوت وبيعها وتقاسم هذه التجربة مع نساء المنطقة”، ناهيك على إنتاج الطاقة النظيفة.
وأوردت “جائزة زايد للاستدامة”، عبر موقعها الرسمي، أن مؤسسة الأمل بالرحامنة تعد إحدى المدارس القليلة في المنطقة التي “تركز على تثقيف التلاميذ في مجال الزراعة وكيفية التعامل مع ندرة المياه خلال فصل الصيف، إلى جانب تركيزها على إحداث أثر إيجابي في المجتمع من خلال تقديم برامج مصممة لتعزيز الوعي بالبيئة والاستدامة وممارسات البستنة”.
وأشار المصدر نفسه إلى أن المؤسسة التعليمية المذكورة تقترح مشروعاً يركز على توفير المياه باستخدام الطاقة النظيفة، بالاعتماد على طرق حصاد المياه التقليدية التي تتضمن إدارة مياه الأمطار والتخزين الفعال للمياه الجوفية.
كما تخطط ثانوية الأمل الإعدادية بجماعة سيدي بوبكر، التابعة للمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بإقليم الرحامنة، حسب المصدر دائما، إلى حفر بئرين وتثبيت ألواح شمسية لتوليد الطاقة اللازمة لضخ المياه من الآبار إلى جميع مرافق المدرسة، حيث سيتم معالجة هذه المياه لتحويلها إلى مياه صالحة للشرب.
وشرعت المؤسسة المذكورة في تدوير النفايات حفر مكان المطفيات التي سيتم تجميع وتخزين مياه الأمطار بها، إلى جانب إعداد مكان للنباتات العطرية والطبية التي سيتم العمل على تقطيرها واستخراج زيوت منها؛ فيما سيتم إنتاجه السميد محليا، عبر تدوير النفايات العضوية بالمؤسسة المتمثّلة في نفايات المطعم.
وتكرّم “جائزة زايد للاستدامة”، التي تأسست عام 2008، مشاريع مستدامة تمتلك مقومات الابتكار والتأثير والإلهام ضمن خمس فئات هي: الصحة، والغذاء، والطاقة، والمياه، والمدارس الثانوية العالمية.
المصدر : هسبريس